ما زالت زينب عليه السلام في ذكرى ليلة العاشر تلملم بقايا جراحها ، ُتفجع في كل حين قبل أن تداوي جرحها السابق. تصب سيلا ً من الدموع أشد من الدماء المهدورة في ساحة الميدان، جالسة بين خيام مليئة بالنساء الثكلى وأيتام الصغار أتعبهم البكاء و العطش الشديد.
بعد أن فطرت مشاهد كربلاء قلب زينب عليها السلام، احتارت فيها الجراح و المصائب من أي صوب تأتيها بعد أن أشبعتها و ملأتها و بل و فاضت عن جوانبها حتى خلتها تسقي الأرض بالمصائب العظام.
بعد أن فطرت مشاهد كربلاء قلب زينب عليها السلام، احتارت فيها الجراح و المصائب من أي صوب تأتيها بعد أن أشبعتها و ملأتها و بل و فاضت عن جوانبها حتى خلتها تسقي الأرض بالمصائب العظام.
جلست زينب عليها السلام وحيدة بين الخيام تستعيد شريط ذكرياتها و تقلب صفحات الماضي, أيام دلالها و خدرها المحصن في كنف والديها و أخوتها، و كيف أمست الآن بعد إن فقدتهم جميعا ً دون أن يكون معها في غربتها و ضيعتها من يرجعها لمدينة جدها إلا عليل ضعيف.
و هي في تلك الحالة غفت عينها للحظات قصيرة و لا أظنها قد غفت فعلا ً فإن صح التعبير فهي قد سارت بفكرها لأمها، فوجدت نفسها في حضن أمها فاطمة الزهراء عليها السلام و هي تمسح على رأسها و تسليها، محاولة أن تخفف عليها حزنها و غربتها. فتبدأ زينب تشكي حالها و مصابها لأمها و عينّاها تفيض بالدموع التي تكاد تغرقها في بحر الألم، تعثرت زينب ببدايتها التي فقدتها من كثرة الأهوال و الهموم. فسبقها لسان الزهراء عليها السلام برواية سطور الألم و ما أورثه كسر ضلعها لهذا اليوم..
فبدتا كسحابتي حزن ٍ إلتقيتا في سماء الصبر و أهلتا دموع العين على شيعتهما ليسقوهم دروس الصبر و الإباء.
السلام عليك ِ يا أم المصائب .. السلام عليك ِ يا عاصمة الصبر .. السلام عليك ِ يا زينب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق