
..
تتساقطت أوراق الخريف كل عام .. منها ما تستقبله الأرض ببساطة و هدوء بعد تأرجح في السقوط و تمايل مع نسمات الهواء و كأن الأرض تقول لها هلمي إليي هلمي فأنا حضنك الدافئ ... لتضع تلك الأوراق أزرها و تختتم بالسقوط يومها .. و منها ما تأخذه الرياح إلى مصير لا يعلمه إلا الله سبحانه .. تلبي بطوعها نداء الطبيعة و تدور في حلقات الرياح المستمرة .. قد يكون مصيرها مصير اختها و لكن بعد عناء و مسير طويل .. و إن حاولت لحظة عصيان حاديها فلا طاقة لها بذلك.. لكم هي ضعيفة ..
..
و تبقى في أطراف الأغصان بعض الوريقات المتشبثات بنبض الحياة و إن اصفر لونها ، إلا أنها ما زالت ترتقب أملا و ربيعا جديدا. لربما يكون نصيبها في الحياة افضل من بقية الأوراق..
..
و في الربيع المقبل ... تزدهر الأشجار من جديد .. و تنمو وريقات خضراء يافعة لتعطي الأرض جمالا و روعة في المنظر البهيج.. و تبعث بالحياة من جديد.. تغني الطيور .. و يرقص الأطفال .. و يستلهم الشاعر كلماته ... و ينتشر العطر الفواح..
..
هكذا نحن أوراق أشجار .. فمنا من يسقط في المعاصي كالورقة الأولى يستقبلونهم أصحاب السوء بصدر رحب .. بكل بساطة و هدوء .. يأس من رحمة الله .. يأس من الحياة ... استسلم للسقوط.
...
و هناك من يحاول الصمود و من يبحث عن الحلول و لكن في الطريق الغير سليم .. يذهب مبتعدا ً للقريب .. و ينسى أن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه..
..
و يبقى لله عباد .. هاجت بهم الرياح .. وجدوا أنفسهم وحيدون في ظلمات الجهل .. ينيرون طريقهم بذكر الله ... لا يقنطون من رحمة الله .. كلما اتعبتهم العواصف .. دعوا الله مخلصين له
و يشرق فجر جديد بالله أكبر ... يحمل في أشعته المنيرة عبق الهدى .. يبعث في النفس السكينة و الطمأنينة ..
فمن أي الأوراق تكون؟؟!
ماسووريات
الوصلة من منتديات بني جمرة
6-8-2008
هناك تعليقان (2):
اوراق ترسم الابتسامة فاهُها ، تينع اشراقةً صباحيـة متربعةً
عينُها للقِمْم
راحلةٌ بصفيرُها متمتِمَةً حُبَ الإله بفاهيها
عُبْق السَعادة
خلود الجِنانْ أملُها
هي الاوراق التي انتمي إليها
قلمُكَ يفرفر ما فيه
متابعيين لكم ^_^
.
شاكر لك مروورك الكريم عزيزي مهدي الجمري..
أنارت كلماتك الجميلة مدونتي ..
إرسال تعليق