الاثنين، 12 يناير 2009

في ذكرى ليلة السابع من محرم الحرام..


..


أبا الفضـل ِ يا من أسـسَ الفضـــلَ والإبا .. أبا الفضلُ إلا أن تكـونَ لهُ أبـا


..
تتماوج ساحة كربلاء و كأن عاصفة رهيبة قد باغتتها فهناك من يسقط صريع و هناك من يهرب من ساحة المعركةخوفا ً .. تقدمت و كلي خوف لأرى من الذي أفزعهم و أشاع في نفوسهم الخوف..
..

رأيت فارسا أذهلني بأسه الشديد.. يذهب متقدما للموت في ساحة المعركة و هو عنه بعيد و كأن الموت مسخر بين يديه يرميه على من يبرز له، يتقدم بكل شجاعة و بسالة يطعن هذا و يضرب ذاك و يرمي برمحه آخر... يخترق صفوف القوم و كأنهم ورقة بين يديه إن شاء مزقها أو طواها تحت يديه..يرفع صوته بالتكبير " الله أكبر " كلما قتل احد منهم يلوح بسيفه فوق رؤوسهم صارخا ً هل لجهنم من مزيد.. و كلما صال و جال في ساحة الحرب ازداد القوم خوفا و هلعا و كثر في صفوفهم القتلى و الجرحى..
..
دخلت بين أوساط القوم ابحث لسؤالي عن جواب من هذا الفارس الشجاع؟ بالله عليكم أجيبوني .. فمنهم من يقول انه غضب من الله تعالى أنزله على القوم و منهم من يقول انه علي ابن أبي طالب جاء لنصرة ابنه الحسين عليهما السلام و كثرت الأحاديث و الأقاويل و ارتفع الضجيج بين الناس حتى كشف هو عن لثامه فبان حسن جماله و سطع نور وجهه ، فاحترت في أمري أهو علي ابن أبي طالب أم يوسف الصديق إلى أن أخذ القوم يصرخون في بعضهم
" ويحكم انه العباس ابن علي ابن أبي طالب ( عليهم السلام)"، فبطل بعدها عجبي و اكتشفت سر شجاعته و جماله..
..
يترك العباس قيامة الحرب بعد أن ملئها رعبا و جزعا و يمضي لخيام الحسين عليه السلام ليملئها سكينة و هناء .. يهدأ من روع النساء و الأطفال يطفئ بوجوده بينهم لهيب الخوف و الظمأ و يسكن الصراخ و العويل.. تضمه تلك و تشمه أخرى و تفرح مستبشرة لعودته زينب عليها السلام.. يعم الهدوء في الخيمات من جديد بعد إن عاد كافلهم و حاميهم و تضج مرة أخرى لخروجه..


هناك تعليق واحد:

saafathajar يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم أخي منصور الجمري

ماأروع حديثك , وماأحلى تعابيرك , إنه صدق المودة لآل الرسول صلى الله عليه وآله, وعرفان المكانة لهم في دين الإسلام.

إنه لايوم كيومك ياأبا عبدالله عليك السلام

يوم يقرح الجفون, ويقطع الأكباد , ويحرق القلوب .....
فلعن الله ظالميكم إلى يوم الدين ,

فآجركم الله لمواساتكم رسول الله صلى الله عليه وآله .