شدني ما يصنعه الحسين عليه السلام في ذكرى ليلة الثامن , و في نفس الوقت لم أجد له تفسير و هذا ما دفعني للتقرب منهم لمعرفة ما يجري هناك.. فبالقرب مني ساحة معركة عظيمة ملونة بدماء غزيرة و أوصال مقطعة هنا و هناك، و قبل قليل فقط كان الحسين عليه السلام ينعاهم ألما ً و يبكيهم دما ً و ها هو الآن يخرج بجنازة من بين الخيام تحيطها نسوة ثكلى و أرامل حيارى و أطفال أيتام مائلين كربلاء بالصراخ و البكاء و العويل، تتضح الرؤية قليلا ً فيبدو لي أنها زفة لصبي عمره يقارب الخامسة عشر ربيعا ً أو أقل وجهه كفلقة القمر به محاسن وملامح الإمام الحسن عليه السلام..
ازداد بما أرى حيرتي و دهشتي, زفة !! و في هذا المكان ؟ بعد كل الذي جرى ؟ ما الذي يحاول أن يصنعه الحسين عليه السلام و من هذا الصبي و أين رجال الحسين عليه السلام؟ ..
كثرت في داخلي الأسئلة و لم أجد لأي منها جواب.. تسلسلت أكثر لأكون في أوساط الزفة علني أنقذ نفسي من حيرتي .. يجيب على أسئلتي صوت منكسر لطفل صغير قائلا ً أن الحسين يزف القاسم ابن الحسن لعرس الشهادة و تلك المرأة الجالسة هناك هي أمه تذرف هموم قلبها سيلا ً على خديها عله يطفئ نار حزنها و ضياع آمالها و ذخر لياليها .
تنتهي مراسم الزفاف الحزينة التي رسمت بريشة الحزن و الألم وخضبت بالدماء بعد لحظات قصيرة, و يبرز العريس الذي ودع أمه بالدموع و طلق الدنيا و السنون للمعركة ملبيا ً نداء عمه و عاملا ً بوصية والده، تاركا ً خلفه المزيد من الحسرات على فقد الشباب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق