الاثنين، 12 يناير 2009

في ذكرى ليلة التاسع من محرم الحرام..



إهداء لروح الأستاذ / عمران حسين .. رحمه الله





حملت لنا الرسالة الكربلائية دروس عظيمة حيث لم تكن مجرد معركة انتصر فيها الدم على السيف، بل استطاعت هذه الملحمة التاريخية أن تكون إماما ً مبينا ً ينير دروب الضالين و ترسم لنا طرق النصر و العزة و الكرامة و طرق التضحيات و الفداء من أجل إعلاء كلمة الحق..كما احتوت هذه الرسالة أيضا ً على أفصح و أجمل آيات الأبوة و الأخوة و الغيرة التي تجسدت في ليلة ذكرى ليلة التاسع من محرم الحرام.


عرفت درس الأبوة حين رأيتُ عين الحسين ممتلئة بالدموع و قلبه الذي فاض بالحسرات على شباب ابنه الراحل و هو يقدمه للمنون و يأذن له بالقتال، يرفع طرفه للسماء و كله ألم قائلا ً (اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه). يشترك أمل الحسين عليه السلام و ذخر أيامه في أجواء المعركة لابسا ً تاج الخلائق المحمدية و الشجاعة العلوية، مذكرا ً قوم نسوا إنهم يقاتلون أبناء علي ابن طالب عليه السلام راسما ً بسيفه لوحات النصر لأبيه الحسين صابغا ً إياها بأحمر الدماء.



تنجلي الغبرة عن ساحة المعركة و تتضح الرؤية قليلا ً… وإذ بالحسين جنبا ً لجنب مع ابنه علي الأكبر نيام على ساحة المعركة. ملكا العالم بفعلهما، أوقفا مسير الساعات للحظات و هاما في عالم الخيال ليسقون عطشى العالم عذب الآلام, و لكن سرعان ما عادت الحياة في عروق الأسد الغيور من جديد بعد إن لاحت في الأفق العقيلة زينب قد شبكت بحزن العالم أصابعها فوق رأسها و كأنها تمسك و تمنع روحها من الخروج من أوجاع جسدها.

لأن الغيرة ما غابت و لأن الروح ما راحت ، لذلك رأيت الحسين يشد جرح قلبه بالصبر نافضا ً غبار الثكل و الوجع و يسرع نحو أخته مخدرة أبيه ليحيطها بحجاب وجوده بينها.


و قبل أن يسكن ألم جرح علي الأكبر يفجع الحسين عليه السلام من جديد بجرح أبنه الأصغر عبد الله الرضيع.. و هكذا كان الحسين يتلقى الجراح على الجراح و يشرب كأس الآلام كلما اشتد به الظمأ و ينسى ألمه السابق بألم جديد أشد و أفجع..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رائعة هي كلماتك


دمت برعاية الله و حفظه



jmrya

i!i Masoor88 i!i يقول...

و الاورع من ذلك وجودك ِ أختي


يسلمو ع المرور